السبت، 5 يناير 2013

عبدالله البردوني ( ( أبو تمام والعروبه اليوم )

















مـا أصدق السيف! إن لم ينضه  الكذب  **  وأكـذب السيف إن لم يصدق iiالغضب

بـيض الـصفائح أهـدى حين iiتحملها أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها iiالـغلب


وأقـبح الـنصر... نصر الأقوياء بلا  ** فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم iiكسبوا


أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى **  أنـصاف ناس طغوا بالعلم iiواغتصبوا


قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا **  شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو iiشربوا


مـاذا جـرى... يـا أبا تمام iiتسألني؟  **  عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما iiالسبب


يـدمي الـسؤال حـياءً حـين نـسأله  ** كـيف احتفت بالعدى (حيفا) أو iiالنقب)


مـن ذا يـلبي؟ أمـا إصـرار معتصم؟  **  كلا وأخزى من (الأفشين) مـا iiصلبوا


الـيوم عـادت عـلوج (الروم) فاتحة  **  ومـوطنُ الـعَرَبِ الـمسلوب iiوالسلب


مـاذا فـعلنا؟ غـضبنا كـالرجال ولم  ** نـصدُق.. وقـد صدق التنجيم iiوالكتب


فـأطفأت شـهب (الـميراج) أنـجمنا   **  وشـمسنا... وتـحدى نـارها iiالحطب


وقـاتـلت دونـنا الأبـواق صـامدة **  أمـا الـرجال فـماتوا... ثَمّ أو iiهربوا


حـكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا  **  وإن تـصدى لـه الـمستعمر iiانسحبوا


هـم يـفرشون لـجيش الغزو أعينهم  ** ويـدعـون وثـوبـاً قـبل أن iiيـثبوا


الـحاكمون و»واشـنطن« حـكومتهم **  والـلامعون.. ومـا شـعّوا ولا iiغربوا


الـقـاتلون نـبوغ الـشعب تـرضيةً  **  لـلـمعتدين ومــا أجـدتهم iiالـقُرَب


لـهم شموخ (المثنى) ظـاهراً iiولهم هـوىً إلـى »بـابك الخرمي« ينتسب


مـاذا تـرى يـا (أبا تمام) هل كذبت  ** أحـسابنا؟ أو تـناسى عـرقه iiالذهب؟


عـروبة الـيوم أخـرى لا يـنم على  **  وجـودها اسـم ولا لـون.ولا iiلـقب


تـسـعون ألـفاً (لـعمورية) iتـقدوا  **  ولـلـمنجم قـالـوا: إنـنـا iiالـشهب


قـبل: انتظار قطاف الكرم ما iiانتظروا نـضج الـعناقيد لـكن قـبلها iiالتهبوا


والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا بلغوا  **  نـضجاً وقـد عصر الزيتون iiوالعنب


تـنسى الـرؤوس العوالي نار نخوتها  **   إذا امـتـطاها إلـى أسـياده iiالـذئب


(حـبيب) وافـيت من صنعاء يحملني **  نـسر وخـلف ضلوعي يلهث iiالعرب


مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟   **  مـليحة عـاشقاها: الـسل iiوالـجرب


مـاتت بصندوق »وضـاح«بلاثمن  **  ولـم يمت في حشاها العشق iiوالطرب


كـانت تـراقب صبح البعث فانبعثت **  فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو iiوترتقب


لـكنها رغـم بـخل الغيث ما برحت   ** حبلى وفي بطنها »قحطان« أو »كرب«


وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي »يمن«  **  ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب


»حـبيب« تسأل عن حالي وكيف أنا؟  **  شـبابة فـي شـفاه الـريح iiتـنتحب


كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) **  أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب


أرعـيت كـل جـديب لـحم راحـلة  **  كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب


ورحـت مـن سـفر مضن إلى  سفر  **  أضـنى لأن طـريق الـراحة iiالتعب


لـكن أنـا راحـل فـي غـير ما سفر **  رحلي دمي... وطريقي الجمر iiوالحطب


إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى فـأنا    ** فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب


قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي **  وحـولي الـعدم الـمنفوخ iiوالـصخب


»حـبيب« هـذا صـداك اليوم أنشده **  لـكن لـماذا تـرى وجـهي iiوتكتئب؟


مـاذا؟ أتعجب من شيبي على صغري **  ؟ إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف iiتعتجب؟


والـيوم أذوي وطـيش الـفن يعزفني **  والأربـعـون عـلى خـدّي iiتـلتهب


كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على **  وجـه الأديـب أضـاء الفكر iiوالأدب


وأنـت مـن شبت قبل الأربعين على  ** نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب


وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة  ** وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب


شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى  (ملك) ** يـحثك الـفقر... أو يـقتادك iiالـطلب


طوفت حتى وصلت (الموصل)  ** انطفأت فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب


لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ يـبدأه ** ولادة مـن صـباها تـرضع iiالـحقب


»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة ** تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب


ومـاتـزال بـحـلقي ألـف مـبكيةٍ ** مـن رهبة البوح تستحيي iiوتضطرب


يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا دمـنا ** ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب


سـحائب الـغزو تـشوينا وتـحجبنا ** يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا iiالسحب؟


ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« بـارقنا ** (إن الـسماء تـرجى حـين iiتحتجب)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق