الجمعة، 4 يناير 2013

عبدالله البردوني ( الهارب.. إلى صوته




















 

كان يبكي، وليس يدري لماذا؟
ويغنِّي، ولايُحسُّ التذاذا

وينادي: ياذاك.. يصغي لهذا
وهو ذاك الذي ينادي، وهذا
* * *
لا يعي من دعا، ولا من يُلبِّي
كان في صوتِه، يلاقي ملاذا

مِن سرايبه، إلى البوح يرقى
يمتطي صوته، ويهمي رذاذا
* * *
ينتمي، يدخل الشجيرات نسغاً
وإلى قلبهِ، يلُّم الجُذاذا

يقرأ الأرض، من لغات المراعي
وإلى حزنها يُطيل النفاذا
* * *
وعن المنحنى، عن السفح يحكي:
وسوساتٍ، منها الجنون استعاذا

وإلى أغرب القرارات يرنو..
ويناغي كالطفل: (دادا، حباذا)
* * *
أي هجس عن المغارات يروي؟
قيل: يهذي، وقيل عنه، تهاذى

قيل: أضحى شيخ المجانين طرّاً
قيل: دانى بدء الصبا، قيل: حاذى..

قيل: لم يتّخذ لشيء قراراً
قيل: يبدو تجاوز الاتِّخاذا
* * *
كان يدعو الربى: "سُعاداً" "لميساً"
ويسمِّي الحقول: "زيداً" ، "معاذا"

ويسمي الغبار: أطفال بؤسٍ
زادهم، عاصف المتاه انشحاذا

كان يرضى انتباذهُ، ويُغنِّي،
للمنابيذ، وهو أقسى انتباذا

(مارس 1983م)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق