(1)
|
هل أخطأتُ طريقي
|
حين اخترتُ الحرفَ فضاءً وجناحا
|
أُطلق قلبي في ملكوت الذكرى
|
أبحث في نفقٍ لا ضوءَ بهِ
|
عن برقٍ مسجونٍ يرسم لليل صباحا ؟
|
هل أخطأتُ طريقي
|
فانسكب الحرفُ على دربي شوكاً
وجراحا
|
(2)
|
يا أُمّي
|
كنتُ جنيناً في جوف الوردْ
|
وكان الوردُ جنيناً في جوف الماءِ
|
وكان الماءُ جنيناً في جوف الرعدْ
|
كيف تخلّى عني الوردْ
|
تخلّى جسدي عن روحي
|
كيف تخلّى الماءُ عن الماءِ
الرعدِ - الوعدْ ؟
|
(3)
|
تحملني الريحُ على أطراف أصابعها
|
ويواريني الليلُ على أطراف
أصابعهِ
|
وكبوذيٍّ
|
يتسوّل لغةً من تابعهِ
|
أتعثّرُ،
|
أغفو،
|
أشكو،
|
فيُـلبّيني صمتي بمواجعهِ
|
وينام على صدري كلَّ مساءْ .
|
(4)
|
دثَّرني صمتي بلحافٍ من ماء
الكلماتْ
|
وأخفى رأسي تحت سحابتهِ
|
لم أندم، عانقتُ الصمتَ
|
وأيقظتُ حروفي وطقوسَ شجوني فيهِ
|
وأطلقتُ لأجفاني ماءَ الحزنِ
|
وغيمَ الحسراتْ .
|
(5)
|
نصفُ بلادٍ لا تكفي
|
نصفُ صباحٍ لا يكفي
|
نصف صديقٍ لا يكفي
|
ويخاتلني فرحٌ ينشر ضوءاً مكسوراً
|
فوق مسائي
|
أيّةُ أشباحٍ تسرقُ نصفي
|
أيُّ غرابٍ يصطاد إذا جاء الليلُ
|
غِنائي ؟
|
(6)
|
عيناكِ غدي
|
عيناكِ ظلالٌ ترقصُ فوقَ بقايا
|
جسدي
|
يا واحةَ ضوءٍ بضفائرها
|
تنهلُّ
|
وتغسل قمصانَ الخوفِ
|
تُبلّـل بالذكرى كبدي
|
عيناكِ غدي .
|
(7)
|
يتخلّى عني الأصحابُ
|
فأهجرهم
|
وأرى في الشمس، وفي الشجر الأخضرِ
|
في الورد، ملايينَ الأصحابْ
|
يهجرني الشعرُ
|
فأشعر أنّ حدائقَ روحي معتمةٌ
|
وجدارَ القلبِ بلا نافذةٍ أو بابْ
|
....
|
....
|
يتخلّى عني السلطانْ
|
فتخضّر الروحُ بوديان من وردٍ
|
ورياحينْ
|
وأرى قفصاً يتهاوى
|
وقيوداً حولي تتساقطُ
|
وأفرّ كعصفورٍ يتشوّق للشمسِ
|
وللنسماتْ
|
وتفلتُ روحي من جثثٍ
|
ووجوهٍ كالأحذية الملقاةِ
|
على العتباتْ .
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق