أيوب ..
|
على طريقكم مصلوب
|
أمال رأسه
|
ألقى به على صدر مهشم منخوب
|
تجفل منه النظرات
|
تجفل القلوب
|
حاول أن يسكب دمعة أمامكم
|
كي تمنحوه بعض العطف والرثاء
|
تحسس الجفون
|
فتش أغوار العيون
|
محاولاته تحطمت
|
تبددت هباء
|
لا دمعة أجدت
|
ولم تعصر من الجفون ماء
|
منذ قطعتم ثدي أمه في زمن الرضاعة
|
دموعه مضاعه
|
سالت على المهد مع الحليب
|
اختلطت مع الدماء
|
تناثرت في ليله الرهيب
|
ما عاد صابرا
|
وليس في وقوفه شجاعة
|
فالصبر بئرنا الغريب
|
"أيقونة" الجبان ..
والصليب
|
ثار ، بكى
|
مشى على طريق النائحين والحواه
|
مزق ثوب الصبر قال : آه
|
****
|
حاول أن يمتدح الخناجر
|
أن يستعير صوت مطرب وشاعر
|
أن يمنح الجلاد بعض الحمد والمديح
|
لكن لسانه المقطوع
|
صوته الذبيح
|
خاناه في محنته الكبيرة
|
في الليلة الضريرة
|
فما استطاع أن يطلق أسر صوته وأن
يصيح
|
وحين خانته بقايا الكلمات والدموع
|
حاول أن يرفع كفه مستجديا براءة
الجموع
|
كان ذراعه مقطوع
|
وأنفه مجدوع
|
أعاد رأسه على الصدر المهشم
الجريح
|
رمى بعينيه إلى التراب
|
ودًع في مرارة عالمه القبيح
|
أطلق روحه أنقذها من دنس الكلاب
|
عاش بلا صبر
|
ومات في العذاب
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق