اللقاء الثاني
|
والتقينا
|
لم يعد في العين شيءُ من بريق
|
جف نهر الحب
|
أغفى في صقيع الليل محموم الحريق
|
نغم الأمس الذي هدهدنا
|
سكنت أوتاره .. الصوت عتيق
|
قد مللنا ولكم سرنا فما
|
ملّت العين ولا طال الطريق
|
غرقت في الضفة الأخرى حكايانا
|
فماضينا غريق
|
لم تعد أهدافنا واحدة
|
ورفيق العمر ما عاد الرفيق
|
حطم الكأس لكم قد صدئت
|
شفتاها .. فقد اللون الرحيق
|
**********
|
الشعرة البيضاء
|
يكبر الحزن ونكبر
|
كل عام نتشظى نتكسر
|
جرحنا النّغار ينمو يتخثر
|
أمسنا مات ، غدُ لن يتأخر
|
أي شيءٍ حولنا لايمطر الموت ، وفي
أعماقنا لا يتبخر
|
طفلنا جف ، تحجر
|
أنكرت لثغته الشمس ، ووجه الأرض
أنكر
|
وفتانا .. احترقت أقدام عينيه تعثر
|
كان أصغر
|
كانت الصخرة أكبر
|
أي شئ سوف يبقى بعدُ أخضر ؟
|
فلماذا تزرع الحزن خطانا ؟
|
تتكسر ...
|
تتفجر ...
|
**********
|
ظل حزيران
|
ويمتد - ما زال - بئرا عميقا من
الليل فوق العيون
|
ونصلا قبيحا على القلب
|
يرقص فوق الجفون
|
ويحفر في كل وجه شتيمه
|
ويرسم بومه
|
وينقش في كل ممشى
|
على كل عين " هزيمة "
|
هزيمه
|
وأشباحه العور تعبث ، تلعب
|
على كل مكتب
|
تثور وتغضب
|
إلى أين نمضي ؟
|
إلى أين من ظلها العاقر الجدب نذهب
؟
|
**********
|
الغربة
|
حزني غريب الوجه واللسان
|
ليس له عينان
|
لا قلب لا يدان
|
يمر من عيني وفي دمي
|
يمشي على رأسي كما يمشي على جرح
الدجى ثعبان
|
فأين أمضى ؟
|
أين اختفى من موكب الغربان
|
من عفن الأحزان
|
في غربتي هتفت بالمجان
|
بكيت بالمجان
|
ضحكت بالمجان
|
وقفت تحت كل الماء والألوان
|
أكلت نفسي
|
بعتُ أطفالي
|
مسحت كل نعلٍ مر بالميدان
|
غسلت بالدمع الغزير قطة السلطان
|
جبُنت لم أقل حين مشت حولي مواكب
الشيطان
|
" الله ..."
|
لم أذكر ولا تعويذة واحدة من القرآن
|
لست أنا الذي يقال لي "جبان"
|
الجبن في الغربة ، لا الإنسان
|
السبت، 29 ديسمبر 2012
عبدالعزيز المقالح ( أغنيات صغيرة للحزن )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق